Monday, June 15, 2015

النُّظم الاجتماعية في مجتمع الإمارات
التقليدي والمعاصر

أولاً : النظام الاجتماعي

1- تعريف النظام الاجتماعي:
يُعرَّف النظام الاجتماعي : بأنه مجموعه من العناصر ذات التبعية المتبادلة، يتم من خلالها تنظيم العلاقات الاجتماعية والتفاعل في الحياة اليومية في المجتمع.
2- عناصر النظام الاجتماعي:
من أهم العناصر المكونة للنظام الاجتماعي:
المكانة الاجتماعية: سواء كانت موروثة أو مكتسبة.
الدور الإجتماعي: كالمكانة الاجتماعية لرب الأسرة (الأب) ، كونه يمثل أعلى سلطة في الأسرة، و له دور في اتخاذ القرارات المهمة داخل الأسرة، ولقرارات رب الأسرة وظائف تؤثر سلباً أوإيجاباً على أفراد الأسرة كزوجته و أبنائه.



3- مكانة النظم الاجتماعية :
النظم الاجتماعية في وحدتها وترابطها  تشكل البناء الاجتماعي الشامل المتماسك.
تُوجِّه النظم الاجتماعية السلوك الجماعي الذي تريده حسب أهدافها لأنها بمثابة طريقة وأسلوب عمل.
4- خصائص النظم الاجتماعية:
1- التلقائية.
2- أنها من صنع المجتمع.
3- لها قوة الالتزام.
4- خضوعها للتغيير.



ثانياً : أقسام النُّظم الاجتماعية في دولة الإمارات


1-    النظام الأسري التقليدي
}       أولاً : الخصائص البنائية للأسرة:
                                الأسرة الممتدة
}       هي الأسرة التي تتكون من الرجل وزوجته وأبنائه المتزوجين وغير المتزوجين ، وهي تشمل بالضرورة  زوجات الأبناء وأبناء الأبناء ، وفي مجتمع الإمارات قد تشمل أحياناً الأخوة  والأخوات والأعمام والأخوال وغيرهم من الأقرباء ، وبالتالي فإن الأسرة الممتدة تتسم بشبكة علاقات أسرية واسعة.
}        تُعد الخاصية الامتدادية أهم خصائص الأسرة التقليدية وهي الخاصية التي جعلتها العمود الفقري للبناء الاجتماعي للمجتمع.

خصائص الأسرة الممتدة

أولاً : الأسرة الممتدة هي أسرة أبوية:  ولهذه الأبوية جانبان:
1. الأبوية القرابية:  الأسرة في الإمارات تقوم على قاعدة الانتساب الأبوي، وهي الانتساب بطريق الذكور من الآباء للأبناء ، فيشار للرجل بأنه (أبوفلان)، ويترتب على ذلك العديد من الحقوق والواجبات المتبادلة بين الآباء والأبناء كالحقوق والواجبات المتصلة بالوراثة والخلافة والسكن، فجميع هذه الأمور تؤسس على قاعدة أبوية بحيث تنتقل بين الآباء والأبناء،ويفهم من ذلك أن الانتماء القبلي هو انتماء أبوي.
2. أبوية السلطة أو السلطة الأبوية:  في الأسرة التقليدية تكون سلطة الأب غالبة على جميع أفراد الأسرة، بحيث تشمل جميع جوانب الحياة من عمل، و زواج، و طلاق، وسكن وخلاف ذلك.
فالأب هو صاحب الأمر والنهي في الأسرة، وهو المسؤول عن تيسيير شؤون الأسرة وتوجيه الأبناء المتزوجين وغير المتزوجين سواء من الناحية التربوية أو العلمية.



ثانيا: لايوجد فيها مجال للفردية:  على جميع أعضاء الأسرة الالتزام بالمسؤولية الجماعية، وتستمد الأسرة مكانتها بما تمثله من قوة في أداء أدوارها، وفي نجاح أفرادها في مهامهم.
ثالثا: تتمتع المرأة بمركز اجتماعي محدود: تخضع المرأة لسلطة وسيادة الرجل، بل إن من العادات والتقاليد ضرورة طاعة المرأة لرأي الرجل ، فهي مثلاً لا تتصرف دون مشورته و توجيهه سواء في أمور المنزل أو شؤون الأبناء ، وإن كان لبعض النساء دورهن في التشاور و إبداء وجهات الرأي في الأسرة الممتدة وخاصة إذا كانت هي كبيرة الأسرة بين النساء.




ثانياُ: الخصائص الوظيفية للأسرة:
أهمها :
1. الوظيفة الإنجابية.
2. وظيفة التنشئة الاجتماعية.
3. الوظيفة الاقتصادية.
4.  وظائف اجتماعية أخرى.





1. الوظيفة الإنجابية:

إن الوظيفة الإنجابية من أهم وظائف الأسرة منذ بدء الخليقة، وقد اكتسبت هذه الوظيفة أهمية كبيرة في كافة المجتمعات.

تكمن أهميتها في :

1- دعم المكانة الاجتماعية للأسرة.
2- المشاركة في الأنشطة الاقتصادية.
3- دعامة أساسية للدفاع عن القبيلة.



2. وظيفة التنشئة الاجتماعية :

تقوم الأسرة التقليدية في عملية التنشئة الاجتماعية بمرحلتين:

-المرحلة الأولى:  الجانب الثقافي.
وتتمثل في اكتساب الفرد لقيم المجتمع وعاداته وتقاليده، وتلعب دائرة العلاقات في محيط الأسرة الممتدة مع الأقارب والرفاق في المنزل والحي «الفريج» دوراً حيوياً في تحديد هوية الفرد الثقافية.

-المرحلة الثانية: الجانب الاجتماعي.
  يتضمن تعليم الأبناء بعض الحرف والمهن والأعمال التي تجعل منهم منتجين وفاعلين في أسرهم، وعادة ما تكون مهنة الأب أو الجد، حيث يكتسب الفرد مكانته في أسرته وقبيلته من واقع مهنته ومشاركته في الحياة الاقتصادية.


3.  الوظيفة الاقتصادية:

لقد كانت الأسرة الممتدة في المجتمع التقليدي تمثل وحدة اقتصادية في نمط الانتاج السائد، كما أن تقسيم العمل كان يتم بشكل تعاوني داخل الأسرة الواحدة.

وتنقسم المجتمعات على حسب اقتصادها إلى:
  1. مجتمعات زراعية.
 2. مجتمعات الغوص على اللؤلؤ و الصيد و التجارة.
 3. مجتمعات الرعي.




4. وظائف اجتماعية أخرى:

للأسرة التقليدية وظائف اجتماعية أخرى إضافة إلى ما سبق ذكره أهمها:
1- تحديد المركز الاجتماعي للفرد : الذي يتحدد وفق مركز الأسرة في سلم التدرج الاجتماعي، وهو مركز يتوافق بالضرورة مع مركز القبيلة التي تنتمي لها الأسرة.

2- دعم المركز الاجتماعي للقبيلة : حيث إن الأسرة الممتدة تستمد مركزها من القبيلة التي تنتمي إليها، و يتعين عليها الحفاظ على مركز القبيلة ومكانتها، والعمل على تأدية وظائفها على الوجه الأمثل، لأن ذلك يحقق أمنها وبقاءها في مجتمع يقوم على المنافسة ، وبالتالي فأن للأسرة وظيفة غير مباشرة لدعم المكانة السياسية للقبيلة.


ثالثاً: الخصائص الزواجية للأسرة :
من أهم خصائص الزواج في الماضي:
1- إنه في الغالب زواج قرابي.
2- أنه يتم في سن مبكرة للذكور والأناث.
3- زواج منظم ومرتب من قبل أهل الزوجين.
4- يتسم بالتوافق .
5- يتسم بالاستقرار والتماسك.

نشاط: تحدث عن خصائص الزواج المبكر والزواج القرابي.



2- النظام القبلي


يتميز مجتمع الإمارات بتنظيمه القبلي الأصيل والعريق، ويُعد العمود الفقري للبناء الاجتماعي.
إن التركيبة القبلية التي بنتها وشكلتها وأفرزتها البيئة الصحراوية والساحلية للإمارات شريانها العلاقة القرابية التي منحت النظام القبلي الصلابة والولاء والوفاء،  وصار تنظيماً اجتماعياً تنبثق عنه مجموعة من النسق، منها نسق القيم ونسق التقاليد وتتضمن هذه النسق قيم وتقاليد أصيلة أوجدت الإطار العام الذي نشأ  وترعرع فيه أبناء المجتمع.



وتنقسم القبائل بشكل عام إلى قسمين رئيسيين:
أولاً:  القبائل التي عاشت على ما تجود به الصحراء (البدو).
ثانيا: القبائل التي تعيش على البحر(الحضر).
و كثيراً ما نجد القبيلة الكبيرة تنقسم إلى عشائر، والعشائر تنقسم بدورها إلى أفخاذ، وتعيش كل وحدة في إقليم خاص بها وتمارس فعالياتها الاقتصادية بحرية، فهي مستقلة عن الوحدات الأخرى، ولا تخضع في حياتها السياسية لمركزية موحدة، و لكن الوحدات تتحد بعضها أو كلها ، كلما جد أمر ذو خطر أو اقتضت الضرورة.




سمات النظام القبلي :


اتسم النظام القبلي بالتضامن، و يمكن توضيح ذلك في عدة أشكال من أهمها:

1.  التضامن الاجتماعي.
2. التضامن الاقتصادي.
3. التضامن السياسي.



أولاً: التضامن الاجتماعي

ويعني : تضامن وتعاون أبناء القبيلة في الالتزامات الاجتماعية التي توحدهم سواء في السراء أو الضراء.
 و لهذا نجد الروابط والعلاقات قوية في الأسرة الممتدة وهي بدورها تعكس مدى قوة العلاقة في الفخذ الواحد أو العشيرة و من ثم في القبيلة ، إذ نجد التقارب والتضامن والتواصل والإحساس بأهمية دور الفرد في الجماعة، وتقدير الجماعة للفرد مما يعزز من قيم الإيثارو التسامح.



ثانياً: التضامن الاقتصادي

يعتبر تقسيم العمل جانباً مهماً في التضامن الاقتصادي، لأن للفرد دور يصب في تحقيق مصلحة الجماعة، فالفرد في المجتمع القبلي يعمل أيضاً في مجموعات كمجموعات الصيد والرعي و جني المحاصيل الزراعية، ومن خلال هذا العمل في إطار الجماعة تتوحد المصالح، ويبدو التضامن الاقتصادي واضحاً.

و يتصف هذا التضامن بعدد من المزايا أهمها:

1- التوازن الاقتصادي:  إذ يعمل التضامن الاقتصادي على تحقيق التوازن بين مصادر الثروة واستغلالها، أي بين الانتاج والاستهلاك.

2- التداخلية الاقتصادية: نظام متكامل به ترابط واضح بين النظام الاقتصادي و النظم الحياتية الأخرى في المجتمع.

3- الرقابة الذاتية:  ليس هناك أجهزة رقابية أو مؤسسات للرقابة، فالشفافية مصدرها الضمير والالتزام بالمعايير والقيم الإسلامية التي تقتضي النزاهة والعدالة والأمانة في التعاملات الاقتصادية.
4- عدم الازدواجية في الجمع بين الملكية الفردية والملكية الجماعية.



ثالثاً: التضامن السياسي

هو المسؤولية عن توفير الأمن والحماية المشتركة لجميع أفراد القبيلة، كما يتمثل ذلك بالتحالفات بين العشائر في القبيلة الواحدة، وتوحيد القرارات بشأن السلم والنزاع مع القبائل الأخرى.
يبرز هذا التضامن من خلال غرس القيم المتعلقة بالشجاعة والقوة والولاء للقبيلة في عملية التنشئة الاجتماعية في الأسرة الممتدة.
ويعتبر شيخ القبيلة هو من يتخذ قرار الحرب والسلم، فهو القائد العسكري للقبيلة في حالات النزاع والحرب.


نظام التواصل والترابط الاجتماعي

اعتمد المجتمع الإماراتي التقليدي على نظام التواصل والترابط الاجتماعي منطلقاً من واقع بنائه الاجتماعي الذي يعتمد على نسقه القيمي والأخلاقي المستمد من الشريعة الإسلامية والقبلية ، وبهذا فقد تجلى نظام التواصل والترابط الاجتماعي في :
الجانب الديني في المسجد ، والجانب الاجتماعي في المجلس.



1. المسجد

يُعد المسجد من أهم مظاهر الحياة الدينية والاجتماعية في المجتمع سواء في البادية أو المدن الساحلية أو القرى أو الواحات. 
 يستمد المسجد قيمته من مبادىء و تعاليم الدين الإسلامي ، و تبنى المساجد وفق حاجة و قدرات المجتمع.
يؤدي المسجد في المجتمع التقليدي عدة وظائف موضحة في الجدول التالي:

التفصيل
وظيفة المسجد
-         و هي الوظيفة الرئيسية للمسجد.
1- الوظيفة الدينية
-         يتمثل التعليم في الماضي في القدرة على قراءة القرآن و حفظه، و من الممكن أيضاً تعليم الكتابة من خلال دروس القرآن الكريم.
-         تخصيص جزء من المساجد لتعليم القرآن، إلى جانب ما يقدم لهم من بعض مبادئ القراءة و الكتابة و الحساب.
-         عادة ما يقوم به إمام المسجد.
-         في بعض الأحيان تقوم بعض النساء بدور المطوعة و تتولى تعليم الفتيات.
-         يقوم الصغار بدفع أجرة للمطوعه قد تكون نقدية أو عينية تدفع كل خميس و تسمى (الخميسية).
2- الوظيفة التعليمية و التربوية
-         يعد المسجد مكان إلتقاء أفراد المجتمع، إذ بعد الصلاة كثيراً ما يتم التواصل و السؤال عن أحوال الأهل و الأصدقاء و يناقشون أمور دينهم و دنياهم.
-         تنعكس سلوكيات التعامل في المسجد على النشىء من الصغار فيتعلمون القيم و السلوك
3- الوظيفة الاتصالية
-         تبرز وظيفة المسجد السياسية باعتباره يحمل قدسية الإسلام و سماحته و تسامحه.
-         كثيراً ما يكون مكاناً لمصالحة الخصوم سواء بين الأفراد أو الأسر أو القبائل
4- الوظيفة السياسية
-         مكان إيواء عابري السبيل ، و يتم تقديم الطعام و الشراب لحين توفير المكان المناسب لإقامتهم.
-         غالباً ما يكون إمام المسجد أو المطوع على دراية ببعض الوصفات الطبية من الأعشاب الطبيعية فيلجأ إليه أبناء المجتمع للعلاج أو الرقى الشرعية.
5- وظائف أخرى


2. المجلس

}       المجلس في الأصل هو المكان الملحق بالبيت و المخصص لاستقبال الضيوف والزوار من الرجال.
}       نجد أن المجلس موجود في جميع المناطق في المجتمع الإماراتي التقليدي.
}       تنقسم المجالس تبعاً لمكانتها ودورها في المجتمع إلى ثلاثة أنواع:
1.     مجلس الشيوخ.
2.     مجلس التجار والأعيان.
3.     مجالس العامة.

وظائفه
المجلس
-         مكان للشورى و تبادل الرأي في شؤون الحكم.
-         فض النزاعات و الخصومات بين العشائر و القبائل.
-         التباحث و التشاور في قضايا الأفراد و تقديم ما يمكن لتلبية احتياجاتهم.
-         تعزيز التواصل و الترابط بين الحاكم و بين أبناء القبيلة
مجلس الشيوخ
         إلتقاء التجار و عقد الصفقات التجارية.
         تبادل الأخبار و المعلومات الاقتصادية .
         مناقشة المشاكل التي يتعرض لها الغواصون.
         تقديم بعض المزايا الترفيهية كسرد القصص و الشعر من قبل بعض الرواة و الشعراء.
مجلس التجار
و الأعيان
-         غرس قيم الاحترام و التقدير و التواضع و التسامح و التعاون.
-         تجمع بين أبناء العائلة الواحدة و تمكنهم من التشاور في أمور حياتهم ، و توثق عرى التواصل و الترابط فيما بينهم.
-         تتيح للأفراد مجالاً للترفيه و سرد القصص، و إلقاء الشعر و التعريف بالموروث الشعبي
مجالس العامة



























3- نظام التكافل الاجتماعي في مجتمع الإمارات التقليدي

يعد نظام التكافل الاجتماعي مكوناً للبناء الاجتماعي في المجتمع التقليدي، كما أنه في مضمونه مستمد من تعاليم الدين الإسلامي سواء في القرآن الكريم أو السنة النبوية.
يتسم التكافل بالبعد الاجتماعي والاقتصادي بالإضافة إلى البعد الأخلاقي.

من أهم أوجه التكافل في مجتمع الإمارات التقليدي:

الزكاة و الصدقة.
الشوفة.
الشرهة
الإجارة أو الدخلة.
الدية.



1. الزكاة والصدقة:

رغم قلة الموارد المالية في المجتمع التقليدي في الإمارات، وما يعانيه المجتمع من ظروف معيشية صعبة ، إلا أن أبناء المجتمع التزموا بفريضة الزكاة، وكانوا محبين للتبرع بالصدقات مما ساهم في استمرارية المجتمع و دعم بنائه.

نشاط: أبحث عن الفرق بين الزكاة والصدقة.


2. الشوفة:

هو : نظام تكافل بين الرعية والحاكم، حيث يقوم الرعية من أبناء المجتمع أو القبيلة بتقديم مساهمات نقدية أوعينية وفق قدراتهم المادية لتعزيز مكانة حاكمهم ومساعدته على القيام بواجباته والوفاء بمسؤولياته إذا اقتضت الظروف ذلك، خاصة في حالات الحروب والمناسبات الاجتماعية والدينية المختلفة.



3. الشرهة:

 هو: نظام تكافل يعزز العلاقة بين الحاكم و الرعية، فنجد الحاكم في المجتمع التقليدي يقدم الشرهة السنوية لأبناء المجتمع سواء نقدية أو عينية.
يعتز أبناء المجتمع الإماراتي بالشرهة لأنها دلالة على التواصل والمحبة والرعاية من الحاكم أو الشيخ لأبناء القبيلة.



4. الإجارة أو الدخلة:

هو : توفير الحماية والأمان للأفراد والجماعات القبلية في حالات تعرضها لظروف المنازعات أو الخصومة أو الملاحقة لأي سبب من الأسباب.
وفي حال عدم قدرة الأفراد أو الجماعة على توفير الحماية والأمن، فإنهم يلجأون إلى الحاكم أو شيخ القبيلة أو أي شخصية ذات مركز اجتماعي،  وفي هذه الحالة فإن هذا الحاكم أو الشيخ يقدم لدخيله الأمن والحماية.
فاحترام وحماية الدخيل تستمد من مكانة واحترام الحاكم أو الشيخ نفسه.



5. الدية:

هي : من مظاهر الترابط والتضامن الاجتماعي، فإن أبناء القبيلة كانوا يشتركون في جمع قيمة الدية المطلوبة على أي شخص قام بالاعتداء أو القتل الخطأ.
ومازال نظام الدية موجوداً في قوانين الدولة في حالات القتل الخطأ أو غير ذلك مما حددته قوانين الدولة و المستندة في معطياتها إلى التشريع الإسلامي.
نشاط: أبحث عن التعريف الاصطلاحي للدية ، وما يتعلق بها من أحكام في قانون العقوبات الإتحادي لدولة الإمارات العربية المتحدة.



ثالثاً: التغيير في النظم الاجتماعية في دولة الإمارات في الوقت الراهن.


تحوَّل مجتمع الإمارات من مجتمع تقليدي إلى مجتمع منظم وله مؤسسات سياسية واقتصادية واجتماعية، وقد نتج عن ذلك جملة من التغييرات على النظم الاجتماعية في مجتمع الإمارات، من أهمها:
تغير في النظام القبلي.
تغير في النظام الأسري.
تغيرفي نظام التكافل الاجتماعي.
تغير في نظام التواصل الاجتماعي.


أولاً: التغير في النظام القبلي

في ظل التحولات الاقتصادية و الاجتماعية تلاشت العديد من وظائف القبيلة وأدوارها وهي :
1- لم يعد للقبيلة وظيفة اقتصادية، حيث تبنت مؤسسات الدولة القيام بهذا الدور مثل وزارة الاقتصاد و وزارة الشؤون الاجتماعية، بالإضافة إلى هيئات عديدة عملت على تهيئة فرص العمل المناسبة للمواطنين.
2- أما عن دور القبيلة المتعلق بالتضامن الإجتماعي، فقد عملت قيادة الدولة على صهر أبناء القبائل في مجتمع واحد ، وهيأت لهم بيئة اجتماعية أسهمت في الحفاظ على عاداتهم وثقافتهم و موروثهم.



3.  تلاشت وظيفة القبيلة في تحقيق الضبط الاجتماعي و العدالة، إذ أوجدت الدولة وزارة الداخلية والمحاكم الشرعية وطورت من المؤسسات القضائية.
4. أما بالنسبة لوظيفة القبيلة في المجال السياسي والمنوط بها تأمين الحماية للأراضي والأفراد، فقد أنشأت الدولة وزارة الدفاع ووزارة الداخلية.
وفي بداية عهد الاتحاد انخرط عدد كبير من أبناء القبائل في العمل في وزارة الدفاع ووزارة الداخلية إيماناً منهم بأهمية المشاركة في خدمة الوطن.
5. تم العمل على تعزيز الانتماء للدولة قبل القبيلة.



ثانياً: التغير في النظام الأسري

1. التغير في الخصائص البنائية للأسرة:
التحول إلى الأسرة النواة ( الأسرة البسيطة) والتي تتكون من  الزوج والزوجة وأبناؤهما.
تغير في العلاقات الأسرية.
تغير مكانة المرأة.

نشاط:  ناقش النقاط السابقة مع زملاءك .



2. التغير في الوظيفية الإنجابية للأسرة:

تقلص معدل عدد الأبناء في الأسرة الإماراتية الحديثة، إذ أن
معظم الأسر أصبحت تعتمد على تنظيم النسل وتكتفي بإنجاب عدد محدد من الأبناء.
وقد لا يكون ذلك مؤشراً إيجابياً في المجتمع الإماراتي الذي يعاني من قلة عدد السكان المواطنين.

قامت دولة الإمارات بتفعيل السياسة الاجتماعية لمعالجة التغير في الوظيفة الإنجابية للأسرة وفق الآتي:
1- تشجيع الإنجاب
2- تشجيع زواج المواطنين من المواطنات من خلال مؤسسة صندوق الزواج التي تدعم الشباب المقبلين على الزواج .
3- تخصيص علاوة للأبناء يتم صرفها ضمن الراتب الشهري للزوج.



3. التغير في وظيفة التنشئة الإجتماعية :

    من أهم ملامح ذلك التغيير ما يلي:
1- الاعتماد على العمالة المنزلية في تربية الأبناء.
2- الزواج من أجنبيات.
3- استخدام التكنولوجيا في التواصل الأسري.
4- غياب الاستقرار الأسري «ارتفاع حالات الطلاق».

نشاط: حلل المشكلات السابقة من حيث أثره على الأبناء.



4. التغير في الوظيفة الاقتصادية للأسرة:

من التغيرات التي لحقت بالوظيفة الاقتصادية للأسرة:

1- حَلَّ الاقتصاد المجتمعي بدل الاقتصاد الأسري.
2- قيام المؤسسات التعليمية بالتعليم والتدريب المهني لأبناء الأسرة.
3- انحسار وتقلص المهن التقليدية.
4- اعتماد الأسرة في معيشتها على الدولة.
5- اعتماد الأسرة على العمالة المنزلية في تيسيير شؤون المنزل.
6- اعتماد الأسرة على التكنولوجيا المنزلية الحديثة.



5. التغييرات في الزواج:

1- ارتفاع سن الزواج مقارنة بالماضي.
2- بروز ظاهرة زواج المواطنين من غير المواطنات وزواج المواطنات من غير المواطنين. وقد ساهمت بعض العوامل في ظهور هذه الظاهرة مثل:
الانفتاح الثقافي و تزايد الامتزاج بالثقافات الوافدة.
تغير توجهات الشباب نحو الزواج والمسؤولية الاجتماعية.
إتاحة مجال أكبر من الحرية للشباب في قضية الاختيار في الزواج.
لم يعد للزواج القرابي نفس المكانة التي كان يحظى بها في المجتمع التقليدي، ولم يعد الالزام بالزواج القرابي موجوداً، و قد ساعد هذا الأبناء من الذكور والإناث على حرية الاختيار.
ارتفاع تكاليف الزواج (ما رأيك في هذه الظاهرة و كيف يمكن معالجتها والحد منها ؟).


ثالثاً: التغير في نظام التكافل الاجتماعي

بعض نظم التكافل الاجتماعي كالزكاة و الصدقة ما زالت موجودة لأنها تعد ضمن واجبات الأفراد في المجتمع المسلم كما نصت عليه تعاليم الشريعة الإسلامية.
أما عن الشوفة والدخلة فقد تلاشت بسبب الدور الإيجابي والمتنامي لمؤسسات الدولة في رعاية مواطنيها.
استمر جزء بسيط من نظام الفزعة.



رابعاً: التغير في نظام التواصل الاجتماعي

لا زال المسجد يحتفظ بمكانته الأساسية كمكان للعبادة وإقامة شعائر الصلاة والاستماع إلى خطب الجمعة، ولكن تلاشت العملية التعليمية التي كان يقوم بها المسجد سابقاً، حيث أصبحت المؤسسات التعليمية هي المعنية بتوفير التعليم للجميع.
تولت عدد من المؤسسات الحكومية بعض وظائف المجالس مثل وزارة الاقتصاد والغرف التجارية والمؤسسات التعليمية والإعلامية.
 مجالس الحكام والشيوخ لا تزال تتمتع بأهمية كبيرة حتى وقتنا الحاضر، و تعتبر مكان التقاء القيادة بأبناء الوطن.
نشاط 1 :
أبحث عن الدور الذي يقوم به مجالس الحكام والشيوخ في دولة الإمارات في الوقت الحاضر، ومدى أهميته في المجتمع.
نشاط 2 :

هل المجالس الأخرى كمجالس التجار و أعيان البلاد ومجالس العامة من المواطنين مازالت موجودة في وقتنا الحاضر؟ أذكر أهميتها ( إن وجدت)  ، والدور الاجتماعي الذي تقوم به ،مع ذكر بعض أسماء لتلك المجالس.

No comments:

Post a Comment